صــــــراع
محمد حسني عليوة
استبد به الجوع. ولم يكن أمامه غير إبعاد الكلب عن صندوق القمامة؛ لكنه يخشى مهاجمته كما في المرتين السابقتين.
ومع فوات الوقت، قرّر عمل محاولة أخيرة، أو يمضي لحال سبيله.
نزل بركبته والتقط حجرًا أكبر وسدّده باتجاهه، فأصابه في قدمه، جعلته يعرج بها ويعوي بشدة. وفي منتصف الطريق تعرّض لرأسه بضربة من عكازه، ثم غرزَه في عينه، صنع منها ثقبًا كبيرًا.
وحين توقفت سيارة فارهة ألقى صاحبها كيسًا بالقمامة، نزع عكازه وقفز هناك.. قلّبه بلهفة، نبشَه بأظافره، فلم يجد غير عُلب معدنية فارغة!
في ما كان الكلب يقبض بأنيابه على رغيف خبز، وتدهسه السيارة برعونة، سمع أنينَ آدمي يصمّ أذنيه.
محمد حسني عليوة هو كاتب وشاعر مصري من القاهرة. عضو في جمعية الأدباء بالقاهرة، وعضو الرابطة العربية للآداب والثقافة (العراق). له مؤلفات عدة في الشعر والقصة. له من الدواوين الشعرية: "رقصة أخيرة برفقة ملاك"، و"فاكهة الرغبة تصلي في مدفأة الرب"، و"في مثل قهوة دجلة وليمون الفرات.
وله كتابان في القصة وهما "تداعيات وجه ضد وجه" و"فانتازيا الحب والحرب."