top of page
لقاء
عبدالكريم محمد النملة

حَرَثَ مهد طفولتكِ في لحظة عابرة، لحظة لم تكتمل دقيقتها الأولى، ثمّ أتلفتكِ نظرته وخلقتكِ من جديد، أنتِ في سيارتك أمام المحل التجاري، كان خارجاً بيده كيس بلاستيك، جمدت حركته للحظة وهو يصافح وجهكِ، لحظة أسرجتْ قناديل طفولتكِ وطفولته من جديد، ركب سيارته وغادر. نظراتك تلاحق طيْفه في ذهنك، ترصد لحظاتكما الأولى، تلك القابعة في مهاوي الزمن البعيد، تمدّان قلبيكما لها بين الحين والآخر حين تقف اللحظات وتصمت الكلمات، ليس وقت أشدّ عليكِ من هذه الأيّام، ولم تكوني بحاجة إليه أكثر من هذا اليوم، هو كذلك يقود سيّارته متعثّراً بنظراتك.
bottom of page