top of page
تشييع
شهد الخمّاش

انهمكت تطارد ساعاتها الأخيرة عجلة وجلة، فما هي إلّا لحظات يمكن قضاؤها بين العائلة وجدران البيت، قبل أن تقلع الطائرة بها، في الرابعة فجراً، إلى مقر عملها الجديد.
تقلّب بصرها بين زاوية وأخرى: مستحضرات العناية والتجميل، البذل، القمصان، المعاطف، والحلي مرصوفة بعناية. يتوسطها حذاء طبي مريح أشادت به الوالدة لأيام العمل، ورسائل عزيزة من الوالد وهدايا ظريفة من الأشقاء.
وضّبت ما يمكن توضيبه، ثم أهدتها لمحةً أخيرة، لتحزمها على مضض.
في المساء، فاتها موعد الشاي، لم تحضر مجلس العائلة، فقد أوت إلى الفراش مقتضبة في تمام التاسعة.
عند حلول الفجر بينما كانت تغط في سباتٍ عميق، أقلعت مستحضرات التجميل، البذل والقمصان، المعاطف والحلي والعائلة.
bottom of page