اجترار
عبدالكريم النملة
١-
خرجتُ للعمل مبكرًا هذا الصباح الشتوي ، كنتُ مليئًا بحزن شقيّ ، لا أعرف له مصدرًا ، اتكأتُ برأسي على كفّي وأمسكت المقود بيدي اليمنى ومضيت ، أضاءت إشارة المرور باللون الأحمر فوقفتْ ، التفتُّ يميناً لأجد رجلاً في نحو الستين من عمره أتلفه حزنٌ ما ، كان مكتظًا ، بل إنّي رأيته يمسح دموع جفنيه ، عُدتُ فورًا إلى البيت ، وألقيت بجسدي على السرير ، وأكملتُ بكاء الرجل .
٢-
وقفتُ أعلــى الجســر أتأمّل النهــر والشــجر، منظــر بديــع يفتك بالألباب ، لكنّ صوتاً باكيًا ملك سمعي ، كان الرجلُ يبكـي بحــزن عميــق، بــكاؤه يشــدخ قلبــي، وقــف أحــد المــارة يربــت علــى كتفــي ويمســح دموعــي.
عبدالكريم بن محمد النملة قاص وروائي. صدر له كتاب الأعمال القصصية الكاملة، ونشر أربع روايات. نشر نصوصًا في العديد من المجلات والجرائد المحلية والعربية. يمكن متابعة حسابه على تويتر @byqlb